العلم بالتعلّم والحلم بالتحلّم
هو أحد رجالات القصيم
ترك موطنه شأنه شأن الكثير من أبناء القصيم للبحث عن الرزق
وإعانة والديه وإخوته
شابا يافعا لم يتعدّالثانية عشر من عمره
يحمل بين جنبيه طموحات كبيرة طفل برؤية رجل
حازم وجلد وصبور
ترك دراسته في الكتاتيب واتجه لإحدى المدن القريبه من العاصمه الرياض
وجد وظيفة حكوميّة فمن يستطيعون القراءة آنذاك يعدّون على الأصابع عمل بكل جدّ واجتهاد
بكل تفان وإخلاص
لكنها حياة لم تكن مملوءة بالورود
حياة صعبة وبعد عن الوالدين والأهل والأصحاب والأحباب. وسائل المواصلات متع وشاقّة
لم يكن هناك وسائل تواصل كما هي الآن
كل ما يستطيع فعله تبادل الرسائل مع أهله وسماع أخبارهم
وزيارتهم بين الفينة والفينة
في الأعياد والمناسبات
له والدة رؤومة هو بها برّ
ووالد عطوف هوبه شفيق
يجيد القراءة ولم يتعلم الكتابه
يجد صعوبة بالغه في مراسلةوالديه
يكابد الأمرّين ويبحث بين المغتربين أمثاله ممن يكتب له الرد على رسائل والديه
أو. ابتدائهم برسالة يطمئن بها والديه على أحواله ويزودهم باخباره
ذات يوم انتابه شوق شديد لاهله
وإخوته والسؤال عنهم ومعرفة أخبارهم
فقد كانت الرسائل تأخذ وقتا طويلا
ما يقارب الشهر ذهابا وعودة
طلب من أحد الأصدقاء ان يكتب مايملي له من أحواله ومن استفسارات يودّ معرفتها عن أسرته
ليذهب بها للبريد ولتصل لاهله بأسرع وقت
اعتذر صاحبه ورفيق غربته
وأجّل ذلك لليوم التالي !!!!
في اليوم التالي أعاد الطلب
وتكرر الاعتذار
أعاد طلبه مرارا وتكرارا وتكرر الاعتذارمرارا وتكرارا
فكر وفكر
تساءل مادمت أستطيع القراءة
ماالذي يمنع أن أكتب رسالتي بنفسي لماذااعتمد على الغير ???
وحتى متى??
ماالمانع سأكتب وساستطيع
بعون الله
وحيث كونه جادا حازما
واخوالحزم دائما يده تسبق الفما
كتب رسالتين إحداهما لوالديه بمدينة ( عنيزه بالقصيم )
والأخرى لصهره في ( مكه المكرمه)
بث فيهما شوقه الذي طال
والسؤال عن الصحة والأحوال
وضع العناوين وأرسلها عبر البريد
جال في خاطره استفهامات
كثيرة هل يا ترى تقرأ رسالتي??
هل أستطعت الكتابه الصحيحة ??
هل سيفهمون فحواها ??
ردد _ الخط ماقريء
بعث رسالته
رسالة مختلفه هذه المرّة
تخلف عن الرسائل السابقة
إنها بخط يده !
كم سيكون وقع الرد عليه مفرحا
أخذ يعد الليالي والأيام متى سيأتي الرد
أتاه الرد فرح بالخطابات
لقد فهموا مراده
استطاعوا قراءة خطابه!!
لقد عرفوا محتواه!
الحمدلله_ الحمدلله
سعد بأخبارهم _الحمدلله جميعهم بخير
كان أكثر سعادة أنه استطاع كسر حاجز الخوف من عدم استطاعته الكتابه!!
وكسر أيضا حاجز الحاجة الى الآخرين
كان خطه جميلا وخاليا من الأخطاء الإملائية
وعمل كاتبا في أحد الدوائر الحكوميه بكل كفاءة واقتدار
كم انت كبيرا ياوالدي
فأنت ملهمنا وقدوتنا وأستاذنا_حيًا وميتاً
رحمك الله رحمة واسعة ووالديك وأسكنك الفردوس
الأعلى ( آمين)
أختكم /
أم عبد الرحمن
موضي بنت ابراهيم العبيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق