الأحد، 23 مارس 2014

كيف تحمي نفسها؟


حكي عن أحد العلماء أنه قال لتلميذه : ” ما تصنع بالشيطان إذا سوّل لك الخطايا ؟
قال : أجاهده . قال : فإن عاد ؟ قال : أجاهده . قال : فإن عاد ؟ قال : أجاهده .
قال هذا يطول 
أرأيت إن مررت بغنم فنبحك كلبها أو منعك من العبور ما تصنع ؟ قال : أكابده جهدي وأرده . قال : هذا أمر يطول ولكن استعن بصاحب الغنم يكفّه عنك ” .

هذا فقه عظيم من هذا العالم الجليل فإن الاحتماء بالله والالتجاء إليه هو السبيل القوي الذي يطرد الشيطان ويبعده وهذا ما فعلته أم مريم إذ قالت : {وإنّي أعيذها بك وذرّيّتها من الشّيطان الرّجيم }

الثلاثاء، 18 مارس 2014

الجرح العميق


تقول الدكتورة/ ناعمة الهاشمي : 
إن الكلمات الجارحة سميت جارحة لانها تسبب جروحاً حقيقية في الدماغ ، و تميت عدة خلايا او تتلف عملها مسببة نوعاً من العطب في التفكير ، و لهذا يعاني الشخص المجروح آلاماً نفسية و شعوراً سلبياً واحباطاً .
ليس هذا فقط بل كثيراً مآ يتحول الشخص المجروح 
إلى شخص فاشل غير منتج .
و الجارحون كثر :  
 - يجرح الأهل اطفالهم في لحظة الغضب و يهينونهم ، ثم يتساؤلون لما اطفالنا اغبياء ، و اقل تفوقاً من ابناء الاخرين .
 - يجرح الزوج الغاضب أو النكد زوجته ثم يتساءل لم هي باردة 
شاحبة بليدة ، و لما لا تبتسم و تتفاعل بخفة كما تفعل الاخريات .
 - تجرح الأخت أختها أو الأخ أخته أو أخاه و يسبب له آلاما نفسيا 
و خيبة أمل ، فما إحلى الأخوه من غير جروح و أحزان 
و في المقابل فالكلمات الطيبة المعسولة ، سميت كذلك لانها تخلف في الدماغ ذات الاثر الذي يخلفه تناول السكر او العسل ♡
[ و كل هذه حقائق علمية مثبتة ]
انطق جميلاً أو تجمّل بالسكوت..~ عذرا للجميع إن كنت قد جرحت أحدا في يوم ما ، سواء بالقصد أو بغير قصد ، أرجو منكم السماح والعفو من شيم الكرام .


رِفقَاآ بِ المّشآاعِرْ

الاثنين، 10 مارس 2014

الأم مدرسةٌ إذا أعدتها أعدتٓ شعباً طيب الاعراق

أمهات حريصات
  ام محمد
هي إحدى أمهات الطالبات لدينا
حريصة كل الحرص على بنيّتها
الوحيده
ومستواها تريد أن تحقق أملها
بأن تكون مدّرسه-- تحب العلم وأهله
وتأمل ان تكون بنيّتها  أحد روافده
امرأة بسيطه من الباديه
امرأة صنّاع  تحوك الصوف
تغزل وتنسج بيوت الشعر بمهاره
تبيعها بأعلى الأسعار لزبائنها
ومنهم رجالات مشهورون
أمراءوأثرياء
أسألها لماذا لا تعلّمين ابنتك مهنتك ?هي مهنة جيده ونادره
وايضا مربحه وفيها خير 
  وأن  صنعة في اليد أمان من     الفقر
وترد مازحه لاستكون مثلكم
مدرّسه أنتن مرتاحات!!!
    كل ماعندكن :
اجلسي يا بنت! -- قومي يابنت!
بنتي تبي تصير مثلكنّ _ وتبي تزاحمكنّ
غزل الصوف عمل شاق
لا أريده لابنتي_ بنتي ستزاحمكنّ _   تبين الحق أستاذه يعجبني عمل المدرسّه واتمناه لابنتي
   فاجيبها الله يوفق بنتك وتصير
كما تتمنين لها
تأتي  إلى المدرسه باستمرار
تسأل عن ابنتها تتفاعل ولها بصمة واضحه في تفوق ابنتها
تأتي مسرعه وتعود مسرعه
ترفض أن تجلس على الكرسيّ
لترتاح وتلتقط أنفاسها
حينما اناولها فنجانا من الشاي .اوفنجانا من القهوه
  ترفض تردّه بلطف
    تردّ بطبع  عربيّ عفويّ  ينمّ عن      بساطة ودماثة خلق
حنا  أستاذه اللي يبي يكرّمنا    ينجزنا بسرعه
نادي لي المعلمات بسرعه
ابي اسألهم عن بنتي
  عجلي علي الله يحفظك
( ماسمعتي  عن اللي جاب ولده يتعلم ووقف عند الباب ينتظره ويقول يا استاذ خط بعرقوبه فاني عجل )
دائما هي في عجله من أمرها
وكل شيئ تريده ان يتم سريعا
تريد التوفيق بين عملها ومتابعة ابنتها
تشكو السكري  ولم تسلم من مضاعفاته
أصيبت في شرايين قلبها
هذا القلب الطموح اللذي لم يعرف الراحه واتعبته بالعمل الدؤوب  بلا كلل اوملل !!!!!!!
توفيت ام محمد رحمها الله متأثرة بهذا القلب السقيم  ولكل أجل كتاب
وواصلت ابنتها دراستها
تخرجت مدرّسة كما تمنّت لها والدتها _وبدأت تزاحم المعلمات
في فكرها وعطائها
رحمك الله يا ام محمد
وجعل ابنتك خلفا صالحا لك
تعطي وتشارك في المسيره التعليميّه  لبلادنا  الحبيبه
ولا أعلم هل بين طالباتها من يحتاج عبارة#
(أجلسي يا بنت _ قومي يا بنت)

اختكم / ام عبد الرحمن
موضي بنت ابراهيم العبيد


Posted via Blogaway

الاثنين، 3 مارس 2014

ثاني سنة تدريس

هذه السنة الثانية لي في التدريس
مدير المدرسة  يستدعيني في مكتبه:
أستاذ راشد!
:هذه السنة جدولك سيكون في الصفين الثاني الأدبي والثالث الأدبي!
مفاجأة لم أحسب حسابها!
فأنا لازلت شابا صغيرا
عمري لم يتجاوز الرابعة  والعشرين بعد!
حاولت معه ليتركني أستمر في تدريس الصف الأول لكن هيهات!
خرجت من عنده وأنا أتذكر مايردده بعض الزملاء عن طلاب الأدبي:( فهم الأسوء وهم كبار السن  الذين لايرغبون في شيء اسمه دراسة!)
حتى أن أحد الزملاء كان يقول :
 إنهم المتردية والنطيحة وما أكل السبع!
صورة ذهنية مرعبة
وصورة حقيقية لاتقل رعبا
فبعضهم أكبر مني سنا!
مشاعري الآن لاتوصف! فهي مزيج 
من التوتروالخوف !
عشت ساعات في قلق ماذا أفعل!
لم يتبق على بداية العام إلا أقل من أسبوعين
ذهبت إلى المستودع أخذت 
كتب هذين الصفين!
قرأتها حتى حفظت كل مافيها!
لا لا هذه لاتكفي توجهت إلى مكتبة الرشد
اشتريت كتبا ومراجع لكل مايتعلق بالمواد التي سوف أدرسها
ولاسيما كتب التحليل الأدبي
وشروحات ديوان المتنبي وأبي تمام و٠٠
غدا أول أيام العام الدراسي٠٠٠
وأنا أردد بيت امرئ القيس:
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي
وكعادة الشعراء يشكون جراحهم في الليل
ففيه الهدوء لبكائهم ونثر آلامهم وأوجاعهم!
أما أنا فكنت انتظر الصباح لأرى 
هل أنجح  مع هؤلاء الطلاب وأكسب قلوبهم
رن الجرس معلنا عن بداية الحصة الثانية
نعم أتذكر تلك الحصة بكل تفاصيلها!
اتجهت للصف الثاني الأدبي
دخلت الفصل بكل هدوء
عرفتهم بنفسي وبالمواد الكثيرة التي سوف
أدرسها لهم٠٠٠
طلبت أن  يعرفنا كل طالب باسمه٠٠
التفت إلى السبورة 
كتبت المادة: أدب 
الدرس: تاريخ الأدب العباسي
ذلك الدرس الذي حفظته عن ظهر قلب
وحفظت الكثير من قصائده  وماقيل عنها!
وبينما أنا  أكتب على السبورة عنوان الدرس
فإذا بي اسمع انفجار مدوي داخل الفصل!
مفاجأة مرعبة!
أحد الطلاب رمى لالا بل قذف علبة عصير( الربيع) بكل قوة باتجاه السبورة!
آثار العصير أصابت جزءا من ثوبي!
مفاجأة وأية مفاجأة!
لكني حسبت حسابها قبل حدوثها
والحمدلله أنها حدثت في بداية العام!
التفت إلى الطلاب
كأن على رؤوسهم الطير٠٠٠
صمت رهيب يخيم على الفصل٠٠٠
بحسبة بسيطة عرفت أن الذي رمى علبة العصير يجلس في الخلف!
 لم أتكلم لمدة دقيقة !
بعدها انطلقت قائلا:
أنا أستطيع أن أخبر الإدارة
وهم يخرجون الطالب فيعاقبوه٠٠٠
لكني متأكد أن الطالب الذي رمى علبة العصيركان يقصد
 أن يضعها في سلة المهملات!
 ( كانت السلة أسفل السبورة)
والذي أنا متأكد منه أكثر:
أن الطالب الذي رمى علبة العصير رجل!
وأنه سيكون من أحسن الطلاب أدبا وعلما!
وأنه سيلحق بي بعد نهاية الدرس ويعتذر
لأني سامحته!
أحسست بأني انتصرت٠لكن ماذا بشأن بقية
طلاب الفصل الذي رأيت في أعين بعضهم
الخبثوفي أعين بعضهم الآخر الشفقة علي! 
 قلت لهم: هل أخطأت على أحد منكم؟
أريد أن أكسبهم في صفي!
إن كنت أخطأت على أحد منكم فأنا أستحق هذا وأكثر٠٠٠
أنا سأدرسكم خمس مواد 
أنا سأقف معكم سأساعدكم  سأكون صديق لكمإذا قبلتم صداقتي٠٠٠
صدقوني يالأدبي: أنتم مظلومون! 
أنتم من أحسن الطلاب وأفضلهم
هل تعلمون أن أكثر الوزراء هم من خريجي الأدبي! 
وكبار مسؤولي الدولة هم من خريجي الأدبي!
بعدهاألقيت عليهم مقطوعات شعرية
فيها النخوة وأخلاق الفرسان
أذكر منها قصيدة المقنع الكندي ألقيتها كاملة
بإلقاء هز مشاعرهم وتغيرت تعبيرات وجههم! 
حتى رأيت الأسف والندم في أعينهم
مشوبا بإعجاب بهذا الأستاذ الجديد!
وبدون أن أشعر بالوقت رن الجرس
شكرتهم على حسن استماعهم٠٠٠
وأكدت لهم أني معهم ٠٠٠
خرجت من الفصل توجهت إلى مكتبة المدرسة
حيث يوجد مكتبي ٠٠
ماشعرت إلا وأحد الطلاب يلحق بي قبل دخولي المكتبة وهو في قمة الحرج والحياء:
أستاذ أنا آسف! عرفته!
 إنه الذي رمى علبة العصير!
قلت له تعال معي ،دخلنا المكتبة سويا
قلت له :تفضل اجلس. بكى
!ذلك الطالب المراهق ( الفتوة) الذي طالما أزعج المدرسة والمدرسين يبكي!
نعم رأيته يمسح دموعه التي  تنبع من بحر عميق بمشكلات شاب مراهق لم تجد من يحتويها!
قدمت له الشاهي فلم يصدق أن مدرس يصب له الشاهي!
أخذ رأسي وقبله٠٠٠دار حوار طويل معه
عززت الثقة بنفسه قلت له ستكون من
أحسن الطلاب ٠٠٠٠ فعلا تغير هذا الطالب كثيرا فلا يراني إلا ويسلم مخفضا رأسه حياءا واحتراما٠٠
وأصبح يبذلا جهدا في دراسته ومشاركته أثناء الدرس٠
حتى المعلمين صاروا يتباشرون
الطالب (الفتوة) صار من أحسن الطلاب
خصوصا أنه كان معيدا في الصف الأول!
وأحدهم يردد: سبحان مغير الأحوال!
وتمر السنون ويتخرج من الثانوية
ًيزوروني في بيتي ٠٠٠
يلتحق بكلية الملك خالد العسكرية يتخرج ضابطا٠٠٠
يستمر تواصله بي ،يقدم دعوته لي
لحضور زواجه  حضرت وباركت له٠٠٠
أصر على دعوته لي في بيته
كان أبوه وإخوانه وبعض زملائه
في المجلس
ذكر قصة علبة العصير كاملة
أحرجني بكرمه ووفائه
وشكرته على حلاوة أخلاقه
بعد العصير طبعا
سمعت دعوات والده!

أخوكم : راشد الشعلان
اخترتها لكم