كل مهيأ لما خلق له
أيام التدريس ويالها من أيام !!
إحدى طالباتي ضعيفه في دراستها قليلة الفهم والاستيعاب
من عائله ثريّه
عائلة طموحه تحب أن يدرك أبناؤهاوبناتها شيئا من العلم
وأن ينهلوا من مناهله العذبه
يبذل والديها كل ماأوتيا من قوه
في سبيل هذا الهدف الأسمى
ولكن هيهات هيهات
كل مهيأ لما خلق له
عقليّه تجاريّه
كبقية أهلها أنها جينات وراثيه
علم الحياة وتجاربها هو ما وهبهم الله سبحانه وتعالى
وليس في ذلك مايعيب
في إحدى الأيام طلبت من بنيّتهم وزميلاتها إحضار قليل من الرمل في صحن قديم لنستنبت بعض البذور في حصة العلوم
وفي اليوم الموعود وإذ بصوت شاحنة كبيره قريبه لباب المدرسه
صوت كالرعد
رمال تتدفق بصوت هائل بباب المدرسه
ثم إذ بإحدى المعلمات تستدعيني
المديره تريدك
دخلت مكتب المديره
شاهدت علامات التعجب والاستغراب على محيّاها
استاذه ما هذا ???
نظرت إليها بتعجب عن ماذا تسألين !!!!
أجابت بابتسامة تكاد تخفيها
كيف تطلبين من طالبتك كل هذا الرمل !!!!شاحنةكبيره افرغت محتواها من الرمل لدى الباب
والسائق بلغنا ان نسلّمك إياه
كيف يا مديرتي الفاضله ????
لم. أطلب شاحنات !! وضحكت واستجابت وشاركتني الضحك
انا طلبت القليل من الرمل لحصة العلوم سنستبت بعض البذور
من أحضر هذه الشاحنه لم اطلبها???
توجهت لبنيّاتي
بنات من منكن أحضرت شاحنة الرمل ?
وقفت إحدى الطالبات فرحة وبسرور وسعاده تبدوان على
محياها انا يااستاذه
ياالله أنها صويحبتنا من يريد أهلها لها التفوّق والنجاح
قالت : استاذه انا# ترددها و بفخر
ابوي يقول جيبي لهم شحنة رمل
لا تجيبين شوي
حنا عندنا مقاولات وشاحنات
ماعلينا قاصر الحمد لله !
جيبي شحنه
عشان تنجحين !
عشان تنجحين يابنتي
كيف يابنيّتي النجاح على كف الفلاح ??
وما هكذا تورد الإبل ??
جدي واجتهدي وابذلي مابوسعك لتنالي النجاح
اطرقت برأسها
وامسكت بطرف الطاوله تستند إليها تمسك بها متثاقله
وكأنها
تقول :استاذتي
ليس بالإمكان أفضل مما كان
مكثت سنوات تكافح وتحاول
ومعها والديها يدفعانها
لقد بذلت ووالديها من العناء والجهد الكثير الكثير
وبذلت ومعلماتها معها شتى المحاولات
لتحقيق هدفها ووالديها
ولكنها قدرات قدرات
وهبات من الله
يهبها لمن يشاء
ليس لنا اليه سبيل
تركت المدرسه وتوجهت للتعليم الفنّي والذي أبدعت فيه
وعملت من منزلها بدعم ماديّ
من والدها
نجحت في مجالها العمليّ
حين فشلت في المجال العلميّ
وكل مهيأ لما خلق له
وفقك الله يا ابنتي والخيره فيما اختاره الله لك
اختكم / ام عبداالرحمن
موضي إبراهيم العبيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق