حدثتني من أثق بها
تقول كنت طالبة في جامعة الملك سعود بالرياض
اتردد عليها من مدينتي الخرج
كانت تضم مجموعه من الفتيات واللاتي يأتينها من أماكن بعيدة منهن من يقوم بنقلهن مؤسسات
متخصصه بنقل الطالبات عبر ما يسمى ( فانات)
وأخريات يتنقلن بوسائل وسيارات خاصة
يقودها سائقين خاصين
تقول من حدثتني أن إحدى زميلاتها
أريج
هذا اسمها طالبة ماجستير تتردد من مدينة الخرج
كانت أريج ممن يشهد لهن بالإحسان ودماثة الخلق
والكرم الحاتمي!!! كرم وإحسان ورثته أبا عن جد
ليس ذلك عليها بغريب_ فهي من أسرة كريمة ومعروفة بحب الخير والبذل والعطاء
لم يسألها أحد شيئا إلا أعطته إياه بنفس راضية وابتسامة لا تفارق محياها
محسنة تبذل ما باليد لكل من يحتاجه وتخص بذلك الضعفاء
والمساكين _ ممن يعملون بالجامعة _ كالمستخدمات
تخصهن برعاية واهتمام شديدين
تسأل عنهن عن أحوالهن يعرفن ذلك عنها_ ويشكين إليها أحوالهن
تقول صاحبتنا
أنه وفي ذات يوم أتت إحدى المستخدمات تطلب منها العون
تمر بازمة ماليّة صعبة
أرملة وفقيرة وتعول عددا من الأيتام
لم تدعها تكمل طلبها أخرجت
محفظة نقودها ومنحت
المستخدمة جميع ما بداخلها من نقود مع ابتسامة سعادة ورضى
تعلوان قسمات وجهها
ثم أسرّت إلي "لقد اعطيتها كل ما لدي
ثلاث مئة ريال هي كل مالديّ وهذا شيئ يسعدني
الحمد لله الذي جعل حاجتها عندي ولم يجعل حاجتي إليها
فما بي من فضل فهو من الله وحده
وما أوتيته على علم عندي !
ولكن ؟ بعد مدينتي عن الرياض يقلقني"
وليس معي سوى السائق وقد احتاج لبعض النقود
ورائي طريق طويل لا أدري ما قد يحمل من مفاجآت
وماهي إلا دقائق قليلة" وإذ بإحدى الموظفات تستدعيها
أخت أريج لك متعلقات ماليّة نرجو الحضور لمكتبنا واستلامها
ذهبت أريج لاستلام مستحقاتها وصحبتها لمكتب شؤون الطالبات سلمتها الموظفة (ثلاثة آلاف) ريال !!!!!
بدل( ثلاثمائة) ريال!!
استلمتها ونظرت إلي بنظرة تعبّر عن سعادة واستغراب!!! ولاغرابة
فالحسنة بعشرة أمثالها إلى
سبع مئة ضعف
أنت يا أختي أريج تتعاملين مع الكريم
لقد عجل الله لك الأجر والمثوبة
حين حاجتك
وهذه عاجل بشري المؤمن
فلا تعلمين ما ينتظرك في الآخرة من أجر ومثوبة
ما أكرمك ياالله وما ألطفك
صدق الله العظيم
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان?
قصة واقعية أعرف بطلتها شخصياً
جزاها الله كل خير- ورزقها من حيث لا تحتسب- وأكثر امثالها
"لا يذهب العرف بين الله والناس"
أختكم / موضي بنت إبراهيم العبيد