السبت، 11 يناير 2014

لا يكلف الله نفسا إلا وسعها


(أم فرج ) وهذا لقبها
 تعمل لدى مدرستنا ,مستخدمة
طيبة وعفويّة وكما يصفها البعض على نياتها 
 من بلد شقيق تزوجت 
من أحد كبار السن السعوديين
عمره في السبعين أو يزيد !
كبير في السن لا يهم !
أتت _تحلم بالرفاهية والحياة الرغيدة  !!
تسمع بدول الخليج وما ينعمون به من خيرات( أسأل الله أن يديمها  ويحفظها من الزوال) 
كان أكبر أمنياتها  أن ترزق بزوج من إحدى هذه الدول 
يغدق عليها من خيرات بلاده
 اللتي وهبها الله 
وتعيش في بيت جميل 
ترتدي ملابس مستوردة
تأكل من أطايب الطعام
وقد يجلب لها خادمة
 كما حال ربات البيوت في الخليج 
تراهم في بلادها إما سواح أو طلبة علم _ يبهرونها
تعجب بهم_ وتحلم أن تكون إحدى مواطنيهم وتحمل جنسيتهم 
لكن الحظ العاثر يقف لها بالمرصاد والحمد لله على كل حال فالرزق مقسوم 
تزوجته شيخا كبيرا فقيرا
يعمل حارسا لمدرستنا الحبيبة
ألحقها لتعمل معه مستخدمه 
تعينه وتعيل نفسها
رزق منها بأطفال رغم كبر سنه رحمه الله
ففي كل عام يرزق بطفل
 ما شاء الله  
خمسه من الأولاد وأربعة بنيات
رضيت (ام فرج )بحياتها فهي 
  على قسوتها أفضل بكثير من حياتها في بلادها!!! 
أخذت الجنسيه تبعا لزوجها
عملت بكل همة ونشاط 
أحبت هذه البلاد 
وأحبت عملها وتفانت في أدائه
لا تتغيب حتى في أحلك الظروف 
حدث ذات يوم مدرستنا تستعد لإقامة أحد المعارض والعمل يجري على قدم وساق 
المعلمات والطالبات والمستخدمات الكل ما بين غاد ورائح كل فيما يختص به 
بحثنا عن صاحبتنا لم نجدها 
بحثنا في الفصول 
في دورات المياه  ( اعزكم الله )
  بحثنا عنها في كل مكان 
لا أثر لها ليس هذا طبعها 
تتواجد تهتم بالزائرات
  ترحب بهن  
  تستقبلهن بحفاوة
 سألنا زوجها أن كان يعرف عنها شيئا
أجاب وبلهجة بدوية بريئة
(الماخوذه  دوروها تراها اليوم حاسه بآلام الولاده وعيت لا تغيب)
 ازداد البحث وزادت المسؤولية

يا ترى ماذا حدث لها? أين هي ?
 إلى أين ذهبت ?
 وهل عادت لمنزلها ?
وأخيرا وجدتها إحدى المعلمات 
في مستودع للكتب  تتوجع 
 وتعاني في صمت 
أتيت إليها لا حول ولا قوة إلا بالله 
أم فرج_ هداك الله ما الذي حملك على هذا???
 لماذا لم تذهبي إلى المستشفى??
 كيف تأتين إلى مدرستك وهذه حالك???
 أجابت وبكل عفويّة ليست مستغربة !!!
انا ياأستاذه خفت أني أغيب والمناسبة لدينا كبيرة 
معرض وحف 
أمهات وموجهات 
كيف تقام مثل هذه المناسبة ولا أشارككم أ فراحكم ?!
هداك الله يا ام فرج!
 أهكذا تكون المشاركهة!
أجبتها بابتسامة لا تخلو من تعجب !  "وشفقة #
 لقد حملت نفسك ما لاتطيقين
وإن لنفسك عليك حق
ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها 
إنه من الصعب أن لا تعرف حدود 
طاقتك !
وإنه من الأصعب أن تعيش بعفويّةٍ مطلقة !
رزقك الله يا أم فرج  من واسع فضله 
وأصلح لك أولادك
أختكم /أام عبد الرحمن 
موضي بنت إبراهيم العبيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق