كما هو معتاد في مدارسنا
أنه بين الفينة والفينة
تقوم الشؤون الصحية التابعة لوزارة المعارف بحملات
تطعيم لبعض الأمراض السارية والمعدية
ذات يوم تم إبلاغنا بموعد إحدى هذه الحملات
أشعرنا أولياء الأمور بالموعد
قبلها بوقت كاف
وحتى لا يتغيب أحد
بعد انتظار لم يدم طويلا
حان الموعد وحضرت الطبيبة
تصحبها الممرضات
يحملن حقائب تحوي الإبر
والمسحات وزجاجات المحاليل الطبية الخاصة بالتطعيم
كان هذا التطعيم خاص بالصف الأول الابتدائي
اصطفت الصغيرات
منهن من تنظر إلى الأمر ببساطة وتسليم
منهن من تبكي بحرقه وذعر. معلماتهن رائدات فصولهن
يحطنهن برعاية وعناية
يقمن بتهدئتهن
يعطينهن بعض الحلوى والعصائر
اجتمعت بعض المعلمات يساعدن
في إتمام حملة التطعيم بنجاح
مرت الطالبات أنهين تطعيمهن
بقيت احداهن تمسك بالطاولة
تمسكها بقوة تتجلد
لم تبك ولكن !
ترفض التطعيم قاومت وبشدة
ابنتي لماذا ترفضين ?
زميلاتك كلهن أخذن اللقاح لم يقاومن جيدات
يعرفن مصلحتهن كوني مثلهن
أنت شجاعة ( بطله)
لماذا ترفضين??هذا ضروري لك يقيك باذن الله من الأمراض
أتريدين أن يصيبك المرض ?
كل مافي الأمر وخزة بسيطة
لاتؤلم!
تعالي شاهدي زميلاتك!
فرحات مسرورات!
أخذتها حيث زميلاتها
هاااه بنات كيف ??
هل أحسستن بألم ?
أجابت الصغيرات ببراءة
سهلة سهلة مرررررة أستاذة
وبلهجة عامية ( ماتوجع )
أكيد يابنات( ما توجع -ماتعوّر )
أجبن كعادة الصغيرات وبصوت واحد اكيييييد ياأستاذة
نظرت إلى زميلاتها بابتسامة صفراء
اقتربت مني وقد لفّت ملابسها عليها. باحكام كقطة مذعورة
همست في أذني بصوت خافت:
أستاذة
أنا لست خائفة !
لست خائفه !
أجبتها إذا ما بالك ?
ما بالك يا ابنتي ترفضين?
أجابت :أستاذة ما أبغى أحد يشوفني اصرفي المعلمات
أبغى أستاذتنا تغادر المكان أستحي منها ما اأبيها تشوفني
وما يبقى إلا الدكتورة
أنا أستحي أن يراني أحد
انصرف الجميع
أخذت الصغيره اللقاح
بكل يسر و سهولة
حمدت الله وأنا أردد
الحمد لله أن من بين بنياتنا مثلك
ابنتي أين اأت من هؤلاء الكاسيات العاريات!!!!
سترك الله يا صغيرتي في هذه الحياة الدنيا وفي الآخرة
اللهم رد بناتنا اليك ردا جميلا
اللهم رد شبابنا إليك ردا جميلا
أختكم / أم عبد الرحمن
موضي بنت ابراهيم العبيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق