إحدى معلمات مدرستي الحبيبة
أتت إلي تحمل هموم الدنيا
بين جنبيها
لم يمض على تعيينها سوى سنوات قليلة
متمكنة من عملها تقوم بتدريس الصفوف الأولية
محبوبة لدى زميلاتها
قريبة لتلميذاتها
تعامل الكل باحترام وود شديدين
أتت وعيناهامغرورقتان بالدموع
تحمل في يدها ورقة دونت فيها
استقالتها من عملها
أستاذة ارجوك ارفعي طلبي لإدارة التعليم
كفى تعبت لا أريد العمل
أصبت بالإحباط
أنا أعاني الأمرّين! سألتها
مهلا ياأستاذة!!
لم العجله ?ماالسبب?
ماالذي يدفعك للاستقالة????
أكملي العشرين سنة وتقدمي بطلب تقاعد مبكر
استاذتي :
أفيدي واستفيدي
مازلت صغيرة ومتميزة والمهنة تحتاج أمثالك
أصرت وبشدة اسمحي لي لا أستطيع مواصلة عملي
ظروفي
زوجي ياأستاذة لا يقدّر عملي
وماابذل من مجهود
يزيد في الطلبات
يدعو أصدقائه لمنزلنا باستمرار فكل يوم لدينا مناسبة
يسهر أحيانا خارج المنزل
يبقى إلى ساعة متأخرة
انا حائرة بين عملي وواجبات _أسرتي
وطلبات زوجي
أستاذتي
أرى وتحت إصرارك أن تتقدمي بطلب أجازة استثنائية
بدون مرتب
ولمدة ستة أشهر
وادعي ربك أن يصلح لك زوجك
ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
انفرجت أساريرها
بابتسامة
وكأنها اقتنعت باقتراحي
استأذنت وخرجت من مكتبي
بعد أسبوع أتت تحمل طلبا لمنحها أجازة استثنائية ولمدة ستة أشهر
فرحت بخيارها
الاجازة ولا الاستقالة
فلن تخسر وظيفتها
ولن يخسرها التعليم
ولن تخسرها مدرستنا
رفعت طلبها لإدارة التعليم
تمت الموافقة على طلبها
لم يمض شهرين إلا وقد عادت
تطلب ان نرفع طلبهابالعودة لعملها
الحمد لله أستاذة أبشرك زالت ظروفي
وتفهم زوجي متطلبات عملي
الحمدلله
الحمد لله
عادت معلمتنا وواصلت عملها وترشحت لمنصب رفيع في مدينتي
هي تديره الآن بكل اقتدار
عزيزاتي فكرن
قبل قرار الاستقالة
تغلبن على الظروف وتوكلن على الله
فلعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق